كيف تعرف نقاط ضعفك
كيف تعرف نقاط ضعفك
نقاط ضعف الإنسان
تختلف نقاط الضعف بين الأفراد باختلاف شخصياتهم ومهاراتهم وأنماط تفكيرهم، بالإضافة للعديد من العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة التي تُشكّل جزءاً من البيئة التي نشأ فيها الفرد، وتُعتبر بدورها أحد المؤثرات التي قد تكون سلبيّة إذا ما أهملها وسمح لها بأن تُسيطر عليه وتحدّ من إرادته وكفاءته وقدرته على تحقيق أهدافه، وفي المقابل فإن هنالك العديد من نقاط القوة والميزات الشخصيّة التي يُمكنه الاستفادة منها للتغلّب على أسباب ضعفه وتحويلها إلى نقاط قوّة تخدم مصلحته وتُقوي شخصيّته وتزيد من عزيمته، لكن لا بد قبل ذلك من فهم نفسه جيّداً والتصالح معها، ومعرفة الأشياء التي قد تُعيقه وتقف دون نجاحه، وتجاوزها بدلاً من إخفائها أو الخجل والهرب منها.
أبرز نقاط الضعف في الإنسان
هُنالك العديد من نقاط الضعف التي قد تُشكّل عوائق تُعرقل مسيرته ونجاحه، والتي لا بد من التغلّب عليها، ومنها ما يأتي:
التسرّع في اتخاذ القرارات دون النظر للعواقب
يُشكّل التسرع وعدم التفكير بشكلٍ منطقيّ وصحيح وأخذ المرء وقته في تحليل الأمور نقطة ضعفٍ تؤثر بشكلٍ كبير عليه وعلى قرارته وأحكامه الصادرة دون مسؤوليّة ووعي كامل منه، والتي قد تنعكس آثارها على علاقاته وطريقة أداءه مهامه وإنجازه أهدافه بصورةٍ غير صحيحة، حيث إن طبيعة الدماغ البشري التي تختلف في سرعة الاستجابة واتخاذ القرار بين شخصٍ وآخر تحتاج إلى بعض الوقت لدراسة وتحليل المواقف، في سبيل اختيار المسارات الصحيح بعد التنبؤ ووضع صورة مبدئية لعواقبها وآثارها، ونتائجها وميزاتها التي تعود بالنفع على صاحبها، وتجاهل المرء هذه الحقائق وتهوّره وتصرّفه غير المسؤول سيتسبب في خسارته وفشله في بعض المواقف، خاصةً عندما يتعلّق القرار بأمور مصيرية لها آثار مُتشعبة وعواقب وخيمة تؤثر على حياته أو على عمله ووظيفته، وبالتالي يجب عليه التأنّي وأخذ وقته في التفكير واستخدام عقله بشكلٍ صحيح، ثم إصدار الأحكام والقرارات الهادفة والمدروسة بعنايةٍ
التكيّف غير السليم مع المؤثّرات الخارجيّة
حيث إن المرء يمر خلال حياته بالعديد من التغيّرات ويتعرّض للكثير من المؤثرات التي قد تُسهم في ضعف شخصيّته، أو ترك بعض الصفات التي قد تُشكل نقاط ضعف لا بدٍ من إصلاحها وتداركها، ومنها الانطوائيّة وعدم القدرة على التفاعل بشكلٍ إيجابي وفعّال مع الآخرين، أو الميل للعزلة والوحدة، والذي قد ينجم عن شعوره بأنه منبوذ أو بسبب سوء معاملة بعض الأشخاص من حوله، فيعجز عن التواصل أو لا يملك الجرأة للتفاعل مع الغير، أو أن يجد العزلة أمراً مُريحاً أكثر فيلجأ لها بصورةٍ مُبالغ بها تضر مصالحه وتؤثّر على علاقاته، وعلى نظرة الآخرين له وتجعله يبدو ضعيفاً وانطوائياً أمامهم، وهنا تكون نقطة الضعف صفةً مُكتسبة يُمكنه تغييرها وتجاوزها إذا ما أحسن التصرّف واجتهد لتقويم سلوكه ورغبته.
التأثر بالعواطف الداخليّة بشكلٍ مُبالغ به
يُعتبر التعاطف مع الآخرين والتعامل الطيب الحسن معهم سمةً أخلاقيّة مميّزة تخدم الإنسانيّة وتُعزز التواصل الإجتماعي بين الأفراد وتدعم علاقاتهم، وهو من ناحيّةٍ أخرى صفةً مُفيدةً تجعل صاحبها محبوباً ومرغوباً من قبل الآخرين، إلا أن زيادة الأمور عن حدّها ومُبالغة المرء في تعاطفه وحساسيّته وتعامله شديد الطيبة مع بعض الفئات التي تتصف بالقسوة أو الأنانيّة قد يُساهم في استغلال هذه الميّزة وجعلها نقطة ضعفٍ تؤثّر على صاحبها وتُظهره كشخصٍ غير مسؤول أو ضعيف الشخصيّة في بعض حالات التعاطف غير الصحيّة، والتي بدورها تُهدد نجاحه إذا ما استمر على حاله ولم يستطع التحكّم في مشاعره وإن كانت إيجابيّة وجيّدة، فلا بد من الموازنة وانتقاء المواقف والأشخاص المُناسبين لإظهار الودّ والعطف معهم وفي المُقابل التعامل بحزمٍ وصرامة شديدة مع فئات أخرى تليق بها هذه المُعاملة وتُنصفه أمامها