المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
Guest |
البيانات |
العضوية: |
|
المشاركات: |
n/a [+] |
بمعدل : |
0 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
مواضيع عامة - مواضيع نقاشية
من أين تنبع حاجة المراهق الى العمل والمسؤولية؟
د. عبد العزيز بن محمد النغبيشي
تنبع حاجة المراهق الى المسؤولية والعمل من التغيرات النوعيةالتي تطرأ على حياة المراهق في جوانبها المختلفة العقلية والوجدانيةوالاجتماعية والعضوية , حيث يتصف بالتميز المعرفي والعقلي فهو قادر علىالتفكير المعنوي , واستخدام الرموز والفهم الزمني (الماضي والحاضروالمستقبل ) وهو قادر على تصور الاشياء قبل حدوثها , وبسبب ذلك يكونالمراهق قادرا على تحمل المسؤولية , ويكون مسؤولا ومكلفا من الناحيةالشرعية , اي مخاطبا بالأوامر والنواهي الواردة في مصادر الشريعة الاسلامية , ومحاسبا عليها.
ومن الناحية العاطفية والنفسية المرتبطة بالقدرة العقلية يبدأالمراهق بالأحساس والمعاناة والتفكير بقدره وقيمته عند نفسه وعند الآخرين , اي في التفكير في الصورة الحقيقية لشخصيته , كما هي في الواقع وكما يريدهاان تكون , هل هو مقبول ام غير مقبول ؟ هل هو قوي ام ضعيف ؟ هل هو ناجح امفاشل ؟ وكيف يعمل لتحسين هذه الصورة ؟ ثم يرتبط بهذا مشاعر الاستقلالوالإباء والنفة والاعتداد بالنفس والكرامة , وكره الدونية والاحتقار والضيموالاهانة والمن .
والناحية العضوية هي الاخرى تلح على الفتى والفتاة فطول الجسمووزنه وشكله , وبعض وظائفه تؤذن له بتحوله من الطفولة الى الرجولة اوالانوثة , وكأنها تبحث عن دور جديد . إنه يستعد للمسؤوليات والمهمات , لوظيفة ولي الامر والاخ الكبير والزوج والاب , ورب الاسرة ..الخ فضلا عنالتطلع للقيام بمسؤوليات جزئية ومهمات مؤقتة .
ولذلك يواجه المراهق ازمة البحث عن الذات او البحث عن القيمةاو البحث عن الوظيفة التي ينبغي ان يقوم بها , وعن الموقع الحقيقي له فيالاسرة والمدرسة والمجتمع – وتظهر تساؤلات ومشاعر المراهقين في نهاياتالمتوسطة وفي الثانوية في صور منها النماذج التالية :
الفتى يسأل ويفكر :
في البيت انا آكل وأشرب وأنام وألبس . . مثل اخواني الصغار , اعيش بنفس الطريقة !! لكن هؤلاء الصغار ضعاف مساكين لاحول ولا قوة !! همهمبطونهم واجسامهم يأكلون الحلوى ويشربون العصير ولا يفكرون ... لكن انااختلف عنهم .
الفتاة تتساءل وتفكر :
صحيح في البيت –احيانا – تستشيرني امي في بعض المسائلوالحاجات المتعلقة بالبيت والاسرة , والزيارات , لكن ولا مرة خذت برأيي , تبيت الامر هي وأبي , وينفذونه , حتى بدون ان اعرف السبب ... اخذ الرأيكلام في كلام
والطالب يكتم في نفسه :
هذا المدرس ديكتاتوري متسلط , حتى اذا اكتشف بعض الطلاب طريقةجديدة للحل يصطده , ولا يتيح له فرصة عرض الرأي , عنده حسد وعدم مبالاة.
والابن يحدث نفسه :
ابي , عندما نكون في رحلة مع الرجال يسألني ماذا تريد ؟ مارأيك في كذا من شؤون الرحلة ؟ متى تحب ان نرجع ؟ لكن في البيت ومن وراءالناس , كاني جدار من جدران البيت لا رأي ولا مشورة , ولا استطيع ان اتصرف , حتى حاجات البيت ما يوكلني عليها , فقط اوامر , افعل او لا تفعل
ان المراهق بطبيعة مرحلته لايكف عن الاتجاه الى التفكير فيذاته وقيمته ومسؤوليته ودوره الجديد في مرحلته المتقدمة , واذا كف عن ذلكفهو انما يوظف هذا الاتجاه في وظائف اخرى غير مجدية , كالاستغراق فيالرياضة لعبا ومتابعة وتشجيعا , والفن , وجلسات السمر والفكاهة والترويح , والاستغراق في قراءة الجرائد والمجلات والكتب والقصص اليوقية , والانشغالبمشاهدة المسلسلات التلفزيونية واشرطة الفيديو وتبادلها والمناقشات حولها , والاشتغال بجمع الصور الفوتوغرافية والطوابع واللوحات الفنية والتماثيلوالصور التذكارية , ولعب الشطرنج , والمسابقات الجنونية بالسيارات وغيرها , والالعاب البهلوانية والمغامرات , والاشتغال بالادب المكشوف والمرموزوالغزليات ... الخ هذه اضافة الى ما يحدث في اوساط بعض البيئات الاجتماعيةوالتمثيل الغنائي ...الخ.
وكل هذه الانواع من الانشطة والاعمال وغيرها تؤذن بفسادالمراهق وتهئ لانحرافه , وتقضي على فطرته وجديته , وتصبغه بالهزل والهامشيةويعتاد الاعتماد على الآخرين في الرأي واتخاذ القرارات الحياتية , وفيالرزق والامور المعيشية
|